مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

كتاب زاد المعاد - الجزء الثاني: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات | ملخص شامل

كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد - الجزء الثاني


كتاب زاد المعاد - الجزء الثاني

ملخص كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد الجزء الثاني


📌 محتوى الجزء الثاني من الكتاب

  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر والدعاء
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملات

الخلاصة:

يتناول الجزء الثاني من كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد تفاصيل هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج والعمرة، الذكر والدعاء، والمعاملات، مع ذكر الأحاديث والآيات التي توضح هذه العبادات وأحكامها.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، تشمل كيفية الصلاة، أوقاتها، سننها، وأحكامها.

1. أهمية الصلاة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:

كانت الصلاة من أعظم العبادات التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} (طه: 132). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ" (رواه ابن ماجه).

2. كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي بتؤدة وطمأنينة، ويُعلم أصحابه قائلًا: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (رواه البخاري). وفيما يلي تفاصيل كيفية صلاته:

  • الوضوء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ قبل كل صلاة، ويقول: "لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ" (رواه مسلم).
  • التكبير: كان يبدأ الصلاة بقول: "الله أكبر"، ويرفع يديه إلى حذو منكبيه.
  • القراءة: كان يقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، ويقول: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (رواه البخاري). ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.
  • الركوع: كان يركع مطمئنًا، ويقول: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ" ثلاث مرات.
  • السجود: كان يسجد على سبعة أعضاء (الجبهة، الأنف، الكفين، الركبتين، وأطراف القدمين)، ويقول: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى" ثلاث مرات.
  • التشهد: كان يجلس للتشهد، ويقرأ التحيات، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • التسليم: كان يختم الصلاة بالتسليم يمينًا ويسارًا، قائلًا: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ".

3. أوقات الصلاة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة، ويحث على الصلاة في أول وقتها، كما في حديث: "أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا" (رواه البخاري). وكان يُعلم أصحابه أوقات الصلوات بقوله: "وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ الْفَجْرِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ" (رواه مسلم).

4. سنن الصلاة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من السنن الرواتب، وهي الصلوات التي تُصلى قبل أو بعد الفريضة. ومنها:

  • سنن الفجر: كان يُصلي ركعتين قبل صلاة الفجر، ويقول: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (رواه مسلم).
  • سنن الظهر: كان يُصلي أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعده.
  • سنن المغرب: كان يُصلي ركعتين بعد المغرب.
  • سنن العشاء: كان يُصلي ركعتين بعد العشاء.

5. صلاة الليل (قيام الليل):

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من صلاة الليل، ويقول: "أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ" (رواه البخاري ومسلم). وكان يُصلي إحدى عشرة ركعة، يطيل فيها القراءة والركوع والسجود.

6. صلاة الجماعة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صلاة الجماعة، ويقول: "صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (رواه البخاري). وكان يُصلي بالناس في المسجد، ويُعلمهم كيفية الصلاة.

7. سجود السهو:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه كيفية سجود السهو عند النسيان في الصلاة، سواء بزيادة أو نقصان. وكان يقول: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ، ثُمَّ لْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ" (رواه البخاري).

8. أحكام الصلاة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الصلاة، مثل:

  • قضاء الفوائت: كان يقول: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا" (رواه البخاري).
  • صلاة الخوف: كان يُصلي صلاة الخوف في حالات الحرب، كما في قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} (النساء: 102).

9. الآداب المتعلقة بالصلاة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب الصلاة، مثل:

  • الخشوع: كان يقول: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا" (رواه أبو داود).
  • عدم الالتفات: كان يقول: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَلْتَفِتْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ عَلَى عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ" (رواه الترمذي).

10. فوائد الصلاة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكر أصحابه بفوائد الصلاة، مثل:

  • تكفير الذنوب: كان يقول: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ" (رواه مسلم).
  • نور للعبد: كان يقول: "الصَّلَاةُ نُورٌ" (رواه مسلم).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183). كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في الصيام، وقد وردت تفاصيل كثيرة عن هديه في الصيام، تشمل أنواع الصيام، آدابه، وأحكامه.

أهمية الصيام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

كان الصيام من العبادات التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يُكثر من الصيام في رمضان وفي غير رمضان. وقد قال الله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة: 184). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه البخاري ومسلم).

صيام رمضان

رمضان هو شهر الصيام المفروض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه كيفية صيامه، ومن هديه في ذلك:

  • النية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (رواه البخاري). فلا يصح الصيام بدون نية.
  • السحور: كان يحث على السحور، ويقول: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً" (رواه البخاري).
  • الإفطار: كان يُعجل بالإفطار عند غروب الشمس، ويقول: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ" (رواه البخاري). وكان يفطر على رطب أو تمر، فإن لم يجد فماء.
  • قيام الليل: كان يُكثر من قيام الليل في رمضان، ويقول: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه البخاري ومسلم).

صيام التطوع

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من صيام التطوع خارج رمضان، ومن أنواع صيامه:

  • صيام الاثنين والخميس: كان يصوم يومي الاثنين والخميس، ويقول: "تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" (رواه الترمذي).
  • صيام ستة أيام من شوال: كان يحث على صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، ويقول: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" (رواه مسلم).
  • صيام يوم عرفة: كان يصوم يوم عرفة لغير الحاج، ويقول: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" (رواه مسلم).
  • صيام يوم عاشوراء: كان يصوم يوم عاشوراء، ويقول: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" (رواه مسلم).

صيام أيام البيض

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صيام الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر قمري)، ويقول: "صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ" (رواه البخاري).

آداب الصيام

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب الصيام، ومنها:

  • تجنب الغيبة والنميمة: كان يقول: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" (رواه البخاري).
  • الإكثار من الذكر والعبادة: كان يُكثر من الذكر والقراءة في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان.
  • الكرم والإحسان: كان أجود الناس في رمضان، وكان يقول: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ" (رواه الترمذي).

أحكام الصيام

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الصيام، ومنها:

  • الإفطار للمريض والمسافر: قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 184). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر في السفر ويقول: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ" (رواه ابن حبان).
  • قضاء الصيام: كان يُعلم أن من أفطر في رمضان لمرض أو سفر يجب عليه القضاء، كما في قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 184).
  • الكفارات: كان يُعلم أن من أفطر عمدًا في رمضان يجب عليه الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا.

فوائد الصيام

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكر أصحابه بفوائد الصيام، ومنها:

  • تكفير الذنوب: كان يقول: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه البخاري ومسلم).
  • نيل التقوى: قال الله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).
  • دخول الجنة من باب الريان: كان يقول: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ" (رواه البخاري).

الخلاصة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان. كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في الصيام، وكان يُعلم أصحابه كيفية الصيام، ويحث على صيام التطوع، ويُعلمهم آداب الصيام وأحكامه. كان الصيام وسيلة لتكفير الذنوب ونيل التقوى ودخول الجنة من باب الريان.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة

الزكاة هي فريضة إسلامية وركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة، تشمل أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، ومقدارها، وآدابها، وأحكامها.

أهمية الزكاة في الإسلام

الزكاة هي عبادة مالية فرضها الله تعالى على المسلمين، وهي من أعظم العبادات التي تربط بين العبد وربه، وبين العبد والمجتمع. قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (البقرة: 43). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ" (رواه البخاري).

أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، ومنها:

  • الذهب والفضة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فِي الرِّقَةِ رُبْعُ الْعُشْرِ" (رواه البخاري). أي أن الزكاة في الذهب والفضة هي 2.5% إذا بلغت النصاب (85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة).
  • الأنعام (الإبل، البقر، الغنم): كان يُعلم أن الزكاة في الإبل تبدأ من خمسة، وفي البقر من ثلاثين، وفي الغنم من أربعين.
  • الزروع والثمار: قال الله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الأنعام: 141). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ" (رواه البخاري).
  • عروض التجارة: كان يُعلم أن الزكاة تجب في عروض التجارة إذا بلغت قيمتها النصاب.

مقدار الزكاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبين مقدار الزكاة في كل نوع من الأموال، ومن ذلك:

  • الذهب والفضة: 2.5% إذا بلغت النصاب.
  • الأنعام: في الإبل: من 5 إلى 24 تخرج شاة واحدة، وفي البقر: من 30 إلى 39 تخرج تبيع (ذكر البقر)، وفي الغنم: من 40 إلى 120 تخرج شاة واحدة.
  • الزروع والثمار: 10% إذا كانت تسقى بماء المطر، و5% إذا كانت تسقى بالآلات.

آداب إخراج الزكاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب إخراج الزكاة، ومنها:

  • الإخلاص: كان يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (رواه البخاري). فلا يصح إخراج الزكاة إلا بنية التقرب إلى الله.
  • إعطاؤها لمستحقيها: قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} (التوبة: 60).
  • عدم المن والأذى: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (البقرة: 264).

أحكام الزكاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الزكاة، ومنها:

  • وجوب الزكاة: قال الله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} (البقرة: 43). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَطْلُبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه البخاري).
  • زكاة الفطر: كان يُعلم أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، ويقول: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (رواه البخاري).

فوائد الزكاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكر أصحابه بفوائد الزكاة، ومنها:

  • تطهير النفس: قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة: 103).
  • نمو المال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ" (رواه مسلم).
  • دخول الجنة: كان يقول: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمَسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ كَالْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ" (رواه البخاري).

الخلاصة:

الزكاة هي فريضة إسلامية وركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة، تشمل أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، ومقدارها، وآدابها، وأحكامها. كانت الزكاة وسيلة لتطهير النفس ونمو المال ودخول الجنة.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة

الحج والعمرة من أعظم العبادات في الإسلام، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، تشمل كيفية أداء المناسك، الآداب، والأحكام.

أهمية الحج والعمرة في الإسلام

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين القادرين، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: 97). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (رواه البخاري ومسلم).

أنواع الحج

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أنواع الحج، وهي:

  • حج الإفراد: وهو أن يحرم بالحج فقط.
  • حج التمتع: وهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ثم يتحلل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
  • حج القران: وهو أن يحرم بالعمرة والحج معًا.

مناسك الحج

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه مناسك الحج خطوة بخطوة، ومنها:

  • الإحرام: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرم من الميقات، ويقول: "هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ" (رواه البخاري). وكان يُحرم بالحج أو العمرة حسب نيته.
  • الطواف: كان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ويقول: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ" (رواه مسلم). وكان يستلم الحجر الأسود ويقبله إذا تيسر له ذلك.
  • السعي: كان يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويقول: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ" (رواه البخاري).
  • وقوف عرفة: كان يقف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، ويقول: "الْحَجُّ عَرَفَةُ" (رواه الترمذي).
  • رمي الجمرات: كان يرمي الجمرات بسبع حصيات، ويقول: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ" (رواه مسلم).
  • التحلل: كان يحلق رأسه أو يقصره بعد رمي الجمرات، ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: وَالْمُقَصِّرِينَ" (رواه البخاري).

مناسك العمرة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه مناسك العمرة، وهي:

  • الإحرام: كان يُحرم من الميقات، ويقول: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ" (رواه البخاري).
  • الطواف: كان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ويقول: "الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ" (رواه الترمذي).
  • السعي: كان يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويقول: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ" (رواه البخاري).
  • التحلل: كان يحلق رأسه أو يقصره بعد السعي، ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: وَالْمُقَصِّرِينَ" (رواه البخاري).

آداب الحج والعمرة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب الحج والعمرة، ومنها:

  • الإخلاص: كان يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (رواه البخاري). فلا يصح الحج أو العمرة إلا بنية التقرب إلى الله.
  • التجرد من الدنيا: كان يقول: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (رواه البخاري ومسلم).
  • التواضع: كان يقول: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (رواه البخاري ومسلم).

أحكام الحج والعمرة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الحج والعمرة، ومنها:

  • وجوب الحج: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: 97).
  • قضاء الحج: كان يقول: "مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ" (رواه أبو داود).
  • الكفارات: كان يُعلم أن من ارتكب محظورًا في الإحرام يجب عليه الكفارة، مثل الصيام أو الإطعام أو الذبح.

فوائد الحج والعمرة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكر أصحابه بفوائد الحج والعمرة، ومنها:

  • تكفير الذنوب: كان يقول: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (رواه البخاري ومسلم).
  • نيل الأجر العظيم: قال الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج: 27).

الخلاصة:

الحج والعمرة من أعظم العبادات في الإسلام، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، تشمل كيفية أداء المناسك، الآداب، والأحكام. كان الحج والعمرة وسيلة لتكفير الذنوب ونيل الأجر العظيم.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر والدعاء

الذكر والدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، تشمل أنواع الأذكار، أوقاتها، آدابها، وأحكامها.

أهمية الذكر والدعاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الذكر لله تعالى، وكان يقول: "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ" (رواه البخاري). وكان يقول: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى" (رواه الترمذي).

أنواع الأذكار

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أنواع الأذكار، ومنها:

  • أذكار الصباح والمساء: كان يقول: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ" (رواه مسلم).
  • أذكار النوم: كان يقول عند النوم: "بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ" (رواه البخاري).
  • أذكار الأكل والشرب: كان يقول قبل الأكل: "بِسْمِ اللَّهِ"، وبعد الأكل: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ" (رواه أبو داود).
  • أذكار الخروج من المنزل: كان يقول: "بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" (رواه الترمذي).

أوقات الذكر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أوقات الذكر، ومنها:

  • بعد الصلوات: كان يقول بعد كل صلاة: "سُبْحَانَ اللَّهِ" ثلاثًا وثلاثين مرة، "الْحَمْدُ لِلَّهِ" ثلاثًا وثلاثين مرة، "اللَّهُ أَكْبَرُ" ثلاثًا وثلاثين مرة (رواه مسلم).
  • عند الاستيقاظ من النوم: كان يقول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (رواه البخاري).
  • عند دخول المسجد والخروج منه: كان يقول عند الدخول: "بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"، وعند الخروج: "بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ" (رواه الترمذي).

آداب الذكر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب الذكر، ومنها:

  • الإخلاص: كان يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (رواه البخاري). فلا يصح الذكر إلا بنية التقرب إلى الله.
  • التدبر: كان يقول: "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ" (رواه الترمذي). وكان يحث على التدبر في معاني الأذكار.
  • عدم الرياء: كان يقول: "إِيَّاكُمْ وَالرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ" (رواه أبو داود).

أحكام الذكر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الذكر، ومنها:

  • وجوب الذكر: قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة: 152). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا" (رواه الترمذي).
  • فضل الذكر الجماعي: كان يقول: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ" (رواه مسلم).

فوائد الذكر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكر أصحابه بفوائد الذكر، ومنها:

  • تكفير الذنوب: كان يقول: "مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" (رواه البخاري).
  • نيل الأجر العظيم: قال الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 35).
  • الطمأنينة: قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء

كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء، وكان يُعلم أصحابه آداب الدعاء، ومنها:

  • التضرع والخشوع: قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (الأعراف: 55).
  • الدعاء بأسماء الله الحسنى: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180).
  • الدعاء في أوقات الإجابة: كان يقول: "إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ" (رواه مسلم).

أدعية النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أدعية متنوعة، ومنها:

  • دعاء الكرب: كان يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" (رواه البخاري).
  • دعاء الاستخارة: كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ" (رواه البخاري).
  • دعاء الركوب: كان يقول: "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ" (رواه مسلم).

الخلاصة:

الذكر والدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وقد وردت تفاصيل كثيرة في الكتاب عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، تشمل أنواع الأذكار، أوقاتها، آدابها، وأحكامها. كان الذكر والدعاء وسيلة لتكفير الذنوب ونيل الأجر العظيم والطمأنينة.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملات

المعاملات هي جزء من الدين، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (المائدة: 1). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ" (رواه الترمذي).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في البيع والشراء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب البيع والشراء، ومنها:

  • الصدق والأمانة: كان يقول: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا" (رواه البخاري).
  • عدم الغش: كان يقول: "مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي" (رواه مسلم).
  • التسامح: كان يقول: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى" (رواه البخاري).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرهن

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الرهن، ومنها:

{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} (البقرة: 283).

وكان يقول: "الرَّهْنُ يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ، وَيُشْرَبُ لَبَنُهُ، وَعَلَى الَّذِي يَرْكَبُ وَيَشْرَبُ النَّفَقَةُ" (رواه البخاري).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القضاء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب القضاء، ومنها:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء: 58).

وكان يقول: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ" (رواه البخاري).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإجارة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الإجارة، ومنها:

"الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ" (رواه أبو داود).

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (المائدة: 1).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب الصدقة، ومنها:

{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (البقرة: 271).

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (البقرة: 264).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القرض

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام القرض، ومنها:

{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (البقرة: 280).

وقال الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (البقرة: 275).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الشركة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الشركة، ومنها:

"الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ" (رواه أبو داود).

وكان يقول: "الرِّبْحُ عَلَى مَا اشْتَرَطَا، وَالْوِزْرُ عَلَى مَا اشْتَرَطَا" (رواه أبو داود).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أحكام الوصية، ومنها:

{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 180).

وكان يقول: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" (رواه أبو داود).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع العمال

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب التعامل مع العمال، ومنها:

"أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ" (رواه ابن ماجه).

وقال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (النساء: 36).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الجيران

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب التعامل مع الجيران، ومنها:

"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ" (رواه البخاري).

وكان يقول: "وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" (رواه البخاري).

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأعداء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه آداب التعامل مع الأعداء، ومنها:

{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8).

وكان يقول: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ" (رواه البخاري).

الخلاصة:

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملات يشمل الصدق والأمانة، العدل، التسامح، وعدم الغش. هذه المبادئ تشكل أساس التعاملات اليومية للمسلمين وتؤكد على أهمية الوفاء بالعقود والالتزام بالأخلاق الإسلامية في جميع المعاملات.

يتبع في الجزء القادم...إضغط هنا 

كتاب "زاد المعاد" - ابن القيم الجوزية

✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي
كل الحقوق محفوظه لمدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق