مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

بلوغ المرام لأحكام النكاح والطلاق | الدليل الشرعي الكامل

الموسوعة الشاملة لأحكام النكاح والطلاق من كتاب بلوغ المرام


بلوغ المرام لأحكام النكاح والطلاق | الدليل الشرعي الكامل من أهل السنة والجماعة

المقدمة التأسيسية يُعتبر كتاب "بلوغ المرام" للإمام ابن حجر العسقلاني من أهم المراجع الفقهية التي جمعت أدلة الأحكام من القرآن والسنة النبوية الصحيحة. وسنقدم هنا شرحاً موسعاً ومفصلاً لأحكام النكاح والطلاق مع الاستقصاء الكامل للأدلة والخلافات الفقهية.

باب احكام النكاح والطلاق

الفصل الأول: حقيقة النكاح وأحكامه التكليفية

1. التعريفات

لغويًا: مشتق من النكاح بمعنى الضم والتداخل
اصطلاحًا: عقد شرعي يفيد حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر

2. الأحكام التكليفية

الوجوب:
- على من خشي الوقوع في الزنا مع القدرة على النفقة
- الدليل: قوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} [النور: 33]

الاستحباب:
- لمن تاقت نفسه للنكاح مع القدرة عليه
- الدليل: حديث "يا معشر الشباب..." [متفق عليه]

الكراهة:
- لمن لا يقدر على النفقة أو يخاف الجور
- الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء" [مسلم]

الحرمة:
- إذا قصد به الإضرار أو التحليل
- الدليل: حديث "لعن الله المحلل والمحلل له" [أبو داود]

الفصل الثاني: أركان النكاح وشروطه

1. الأركان الأربعة

الصيغة:
- الإيجاب من الولي: "زوجتك ابنتي"
- القبول من الزوج: "قبلت"
- الدليل: حديث "لا نكاح إلا بولي" [أبو داود]

الزوجان:
- شروط خاصة بالزوج (الإسلام، الذكورة، عدم التحريم)
- شروط خاصة بالزوجة (عدم التحريم، عدم الاعتداد)

الولي:
- ترتيب الأولياء: الأب، الجد، الأخ، العم
- الدليل: حديث "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل" [أبو داود]

الشهود:
- رجلان عدلان مسلمان
- الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" [البيهقي]

2. الشروط التفصيلية

- الرضا: يشترط رضا الزوجين إلا الصغيرة يزوجها أبوها
- المهر: يجب تسميته ولو رمزياً
- الخلو من الموانع: كالمحارم والعدة

الفصل الثالث: المحرمات في النكاح

1. المحرمات بالنسب

1. الأمهات والجدات
2. البنات وبنات الأولاد
3. الأخوات
4. العمات والخالات
- الدليل: قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ...} [النساء: 23]

2. المحرمات بالرضاع

- ما يحرم بالنسب يحرم بالرضاع
- الدليل: حديث "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب" [متفق عليه]

3. المحرمات بالمصاهرة

1. زوجات الآباء
2. زوجات الأبناء
3. أم الزوجة
4. بنات الزوجة المدخول بها

الفصل الرابع: حقوق الزوجين

1. حقوق الزوجة

النفقة:
- الطعام والكسوة والسكن
- الدليل: قوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ} [البقرة: 233]

المعاشرة بالمعروف:
- الدليل: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]

المهر:
- الدليل: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4]

2. حقوق الزوج

الطاعة في غير معصية:
- الدليل: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [النساء: 34]

حق القسمة:
- العدل بين الزوجات
- الدليل: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]

الباب الثاني: الطلاق

الفصل الأول: حقيقة الطلاق وأحكامه

1. التعريفات

لغويًا: التحرر من القيد
اصطلاحًا: حل عقد النكاح

2. الأحكام التكليفية

الجواز:
- عند الحاجة
- الدليل: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 229]

الكراهة:
- بلا سبب
- الدليل: حديث "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" [أبو داود]

الحرمة:
- الطلاق البدعي
- الدليل: حديث ابن عمر في طلاق زوجته حائضاً [متفق عليه]

الفصل الثاني: أنواع الطلاق

1. الطلاق السني

- يكون بطلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه
- الدليل: حديث ابن عمر [البخاري]

2. الطلاق البدعي

1. في الحيض
2. في طهر جامعها فيه
- الدليل: قول عمر: "أما أنا فأنكره وأحسبه وأحاكمه" [مالك في الموطأ]

3. الطلاق الرجعي

- يمكن الرجوع فيه أثناء العدة
- الدليل: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} [البقرة: 228]

4. الطلاق البائن

1. البائن بينونة صغرى
2. البائن بينونة كبرى
- الدليل: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ} [البقرة: 230]

الفصل الثالث: شروط الطلاق

1. شروط المطلق

1. البلوغ
2. العقل
3. الاختيار
4. النية (في الكناية)

2. شروط المطلقة

1. أن تكون زوجة صحيح النكاح
2. عدم الاعتداد من طلاق سابق
3. عدم كونها حاملاً في طلاق بدعي

الفصل الرابع: العدة والرجعة

1. أحكام العدة

الحرة غير الحامل: ثلاث حيضات
- الدليل: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]

الحامل: حتى الوضع
- الدليل: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]

الصغيرة والآيسة: ثلاثة أشهر
- الدليل: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} [الطلاق: 4]

2. أحكام الرجعة

طريقة الرجعة:
- بالقول: "راجعتك"
- بالفعل: بالوطء بشهوة
- الدليل: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} [البقرة: 228]

شروطها:
- أن يكون الطلاق رجعياً
- أن تكون في العدة
- أن تشهد عليها

الفصل الخامس: الطلاق الثلاث والخُلع

1. الطلاق الثلاث

حكمه:
- يقع ثلاثاً عند الجمهور
- الدليل: حديث ركانة [أبو داود]

آثاره:
- تحرم حتى تنكح زوجاً غيره
- الدليل: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ} [البقرة: 230]

2. الخُلع

تعريفه:
- فسخ النكاح بطلب الزوجة مع التنازل عن بعض حقوقها
- الدليل: قصة ثابت بن قيس [البخاري]

أحكامه:
- لا رجعة فيه
- يقع بلفظ الخلع أو الفدية
- الدليل: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229]

الخاتمة العامة

هذه الموسوعة الشاملة قد استوعبت - بحمد الله - أهم أحكام النكاح والطلاق كما وردت في كتاب "بلوغ المرام"، مع ذكر الأدلة التفصيلية من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وبيان الخلافات الفقهية في المسائل المختلفة.

وختاماً فإن هذه الأحكام الشرعية تحتاج إلى فهم دقيق وتطبيق حكيم، خاصة في مسائل الطلاق التي قد تكون لها آثار اجتماعية ونفسية بالغة. والله تعالى أعلم وأحكم.

كتاب " بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

بلوغ المرام للبيع: الأحكام الفقهية في معاملاتك التجارية

شرح باب البيع من كتاب "بلوغ المرام" لابن حجر العسقلاني



كتاب "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" للإمام ابن حجر العسقلاني من أهم الكتب الفقهية التي تجمع أحاديث الأحكام مرتبة على أبواب الفقه.

باب البيع من الأبواب المهمة في الفقه الإسلامي، حيث ينظم المعاملات المالية ويضع الضوابط الشرعية للبيع والشراء.

أهمية باب البيع

البيع هو أحد أركان المعاملات في الإسلام، وقد نظمه الله سبحانه وتعالى بضوابط دقيقة لتحقيق العدل ومنع الغش والربا والظلم.

قال تعالى: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" [البقرة: 275].

أقسام شرح باب البيع

1. تعريف البيع وحكمه

البيع لغة: مبادلة مال بمال.
شرعاً: مبادلة مال مباح بمثله بطريق معتبر شرعاً.
حكمه: الأصل في البيع الإباحة، لكنه قد يكون:
- واجباً: كبيع المسلم ما يحتاجه لسداد دين لازم.
- مندوباً: كبيع سلعة تنفع الناس.
- حراماً: إذا كان البيع على بيع أخيك (النجش) أو بيع المحرمات.

"حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ)" [أخرجه ابن ماجه].

الشرح:
- الحديث يدل على أن الرضا ركن أساسي في البيع، وإذا انتفى الرضا (كالبيع بالإكراه) فهو باطل.
- حكم البيع الأصلي الإباحة، لكنه يتغير بحسب الأحوال:
  - الواجب: كبيع مال لسداد دين.
  - المحرم: كبيع الخمر أو بيع العينة.

2. شروط صحة البيع

النصوص من "بلوغ المرام":
"عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)" [متفق عليه].

الشرح:
- أركان البيع:
  1. الصيغة: الإيجاب (قول البائع: "بعتك") والقبول (قول المشتري: "اشتريت").
  2. العاقدان: يشترط فيهما:
    - البلوغ والعقل.
    - عدم الإكراه.
  3. المعقود عليه:
    - أن يكون مالاً مباحاً (لا خمر ولا خنزير).
    - أن يكون مقدور التسليم (لا يبيع طيراً في الهواء).

3. أنواع البيوع المنهي عنها

النصوص من "بلوغ المرام":
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ، وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ)" [رواه مسلم].
"وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمُزَابَنَةِ)" [متفق عليه].

الشرح:
- بيع الغرر: كبيع السمك في الماء (لأنه مجهول).
- بيع الحصاة: كأن يرمي حصاةً فأي شيء تصيبه فهو بيعه.
- المزابنة: بيع الثمر على الشجر بتمر مجهول الوزن.
- بيع العينة: شراء سلعة بأجل ثم بيعها لنفس البائع نقداً بأقل (حيلة على الربا).

4. الخيارات في البيع

النصوص من "بلوغ المرام":
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ)" [متفق عليه].

الشرح:
- خيار المجلس: للبائع والمشتري فسخ البيع ما داما في مكان العقد.
- خيار الشرط: كأن يشترط البائع أو المشتري خياراً لمدة 3 أيام.
- خيار العيب: إذا وجد المشتري عيباً لم يُخبر به.

5. آداب البيع والشراء

النصوص من "بلوغ المرام":
"عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)" [رواه الترمذي].

الشرح:
- الصدق: عدم كتمان عيوب السلعة.
- السماحة: عدم المغالاة في الربح.
- تحريم الحلف الكاذب: كقول البائع: "وحياتي اشتريتها بكذا".

هذه البنود الخمسة تمثل أساسيات البيع في الفقه الإسلامي كما جاءت في "بلوغ المرام"، مع التأكيد على:
- تحريم البيوع الغررية.
- اشتراط الرضا والمعرفة في المبيع.
- الحث على الأمانة في المعاملات.

الخاتمة

باب البيع من الأبواب الواسعة في الفقه الإسلامي، وقد جمع ابن حجر العسقلاني أهم الأحاديث التي تنظم المعاملات المالية وفق الشريعة.
من الضروري للمسلم أن يتعلم أحكام البيع ليتجنب الحرام ويحرص على التعامل بالحلال.

تنبيه: هذا شرح مختصر، وللتفصيل يمكن الرجوع إلى شروح "بلوغ المرام".

يتبع في الجزء القادم...


كتاب " بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

باب الحج في بلوغ المرام: أحكامه، شروطه، أركانه، وفضائله العظيمة

باب الحج من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام للإمام ابن حجر العسقلاني


باب الحج في بلوغ المرام: أحكامه، شروطه، أركانه، وفضائله العظيمة

باب الحج من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام للإمام ابن حجر العسقلاني هو أحد الأبواب المهمة التي تناولت أحكام الحج وشروطه وواجباته وسننه، مستندًا إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

أهم المواضيع التي يشملها الباب

يحتوي باب الحج على مجموعة من الموضوعات الأساسية التي تتعلق بفريضة الحج وأحكامها، ومن أهمها:

1. وجوب الحج وفضله

الأدلة النقلية

القرآن الكريم:
- قوله تعالى:
"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [آل عمران: 97].

السنة النبوية:
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
"بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ" (متفق عليه).
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
"مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (متفق عليه).

الشرح

- الوجوب: الحج فريضة مرة واحدة في العمر على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع.
- الفضل: الحج المبرور (الخالي من الرفث والفسوق) يكفر الذنوب، وهو من أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد.

2. شروط وجوب الحج

الأدلة النقلية

القرآن الكريم:
- قوله تعالى:
"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [آل عمران: 97].

السنة النبوية:
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
"أَيُّمَا صَبِيٍّ حَجَّ ثُمَّ بَلَغَ الْحِنْثَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى، وَأَيُّمَا عَبْدٍ حَجَّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى" (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

الشرح

يشترط لوجوب الحج خمسة شروط:
1. الإسلام: لا يجب على الكافر.
2. البلوغ: لا يجب على الصغير، لكن إن حج صحَّ ولم يُسقط الفريضة.
3. العقل: لا يجب على المجنون.
4. الحرية: لا يجب على العبد (عند الجمهور).
5. الاستطاعة: المالية والجسدية والأمنية.

3. المواقيت الزمانية والمكانية

الأدلة النقلية

السنة النبوية:
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
"وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ" (متفق عليه).
- قوله تعالى:
"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" [البقرة: 197].

الشرح

- المواقيت المكانية:
- ذو الحليفة (أبيار علي): لأهل المدينة.
- الجحفة: لأهل الشام ومصر والمغرب.
- قرن المنازل (السيل الكبير): لأهل نجد.
- يلملم: لأهل اليمن.
- ذات عرق: لأهل العراق.

- المواقيت الزمانية:
أشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة، عشر من ذي الحجة.

4. أركان الحج

الأدلة النقلية

السنة النبوية:
- حديث عائشة رضي الله عنها:
"الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ" (رواه أبو داود والترمذي).
- حديث جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي ﷺ (رواه مسلم).

الشرح

أركان الحج عند الجمهور أربعة:
1. الإحرام: نية الدخول في النسك.
2. الوقوف بعرفة: من زوال يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر.
3. طواف الإفاضة: بعد الوقوف بعرفة.
4. السعي بين الصفا والمروة: للمتمتع والقارن، ويسقط عن المفرد إذا لم يسعَ مع طواف القدوم.

5. واجبات الحج وسننه

الأدلة النقلية

السنة النبوية:
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَأَمَّا بَعْدُ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ" (متفق عليه).
- حديث عائشة رضي الله عنها:
"كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُهِلُّ بِالتَّوْحِيدِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ..." (رواه مسلم).

الشرح

- الواجبات:
- الإحرام من الميقات.
- المبيت بمزدلفة ومنى.
- رمي الجمرات.
- الحلق أو التقصير.
- طواف الوداع.

- السنن:
- التلبية.
- تقبيل الحجر الأسود.
- صلاة ركعتي الطواف.

6. محظورات الإحرام

الأدلة النقلية

السنة النبوية:
- حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
"لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ... فِي الْإِحْرَامِ" (متفق عليه).
- حديث عائشة رضي الله عنها:
"لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلَا يُنْكَحُ" (رواه مسلم).

الشرح

- محظورات الإحرام:
- حلق الشعر أو تقليم الأظافر.
- لبس المخيط للرجال.
- الطيب.
- الجماع ومقدماته.
- الصيد.

7. الهدي والأضحية

الأدلة النقلية

القرآن الكريم:
- قوله تعالى:
"وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ" [البقرة: 196].

السنة النبوية:
- حديث عائشة رضي الله عنها:
"أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهْدَى فِي حَجَّتِهِ مِائَةَ بَدَنَةٍ" (رواه مسلم).

الشرح

- الهدي: واجب على المتمتع والقارن، وسنة للمفرد.
- شروطه: أن يكون من بهيمة الأنعام (إبل، بقر، غنم)، سليمًا من العيوب.

8. العمرة وفضلها

وردت ضمن الباب لارتباطها بالحج، مثل حديث عائشة:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ" (رواه ابن ماجه).

الأدلة النقلية

السنة النبوية:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
"الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (متفق عليه).

الشرح

- حكم العمرة: سنة مؤكدة عند الجمهور، واجبة مرة واحدة عند أحمد والشافعي.
- أركانها: الإحرام، الطواف، السعي.

الفوائد الفقهية

- الخلاف بين المذاهب في بعض التفاصيل مثل:
- هل السعي ركن أم واجب؟
- حكم المبيت بمنى ومزدلفة.
- صفة التمتع والقران والإفراد.

خاتمة الباب

يختتم الإمام ابن حجر الباب بذكر آداب الحج وفضائل مكة والكعبة، مؤكدًا على مقاصد الحج من التقوى والتوحيد والتضحية، كما في قوله تعالى:
"لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ" (الحج: 37).

يتبع في الجزء القادم...


كتاب " بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

باب الزكاه و وجوبها في الشريعة الإسلامية

شرح باب الزكاة من كتاب بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني

باب الزكاه و وجوبها في الشريعة الإسلامية



باب الزكاة من الأبواب الهامة في الفقه الإسلامي، حيث إن الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد وردت الأدلة على وجوبها من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع. في هذا الشرح، سنتناول أحكام الزكاة كما وردت في "بلوغ المرام" مع تفصيل الأدلة والخلافات الفقهية.

أولاً: تعريف الزكاة وحكمها

1. تعريف الزكاة
الزكاة لغةً: النماء والطهارة والبركة.
شرعاً: حق واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص.

2. حكم الزكاة
الزكاة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع:
- من القرآن:
  ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43].
  ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103].
- من السنة:
  حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ..." (متفق عليه)، وفيه ذكر الزكاة كأحد أركان الإسلام.
- الإجماع: أجمع العلماء على وجوب الزكاة في الأموال التي بلغت النصاب.

ثانياً: شروط وجوب الزكاة

1. الإسلام: فلا تجب على الكافر.
2. الحرية: فلا تجب على العبد عند الجمهور (لعدم تملكه).
3. ملك النصاب: أن يبلغ المال مقداراً معيناً (سيأتي تفصيله).
4. حولان الحول: أي مرور سنة هجرية على امتلاك النصاب (في الأموال غير الزرع والثمار).
5. زيادة المال عن الحوائج الأصلية: أي أن يكون المال فاضلاً عن الديون والضروريات.

ثالثاً: الأموال التي تجب فيها الزكاة

1. زكاة النقدين (الذهب والفضة)

- النصاب:
  - الذهب: 20 مثقالاً (85 جراماً تقريباً).
  - الفضة: 200 درهم (595 جراماً تقريباً).
- المقدار الواجب: ربع العشر (2.5%).

الدليل:
حديث علي رضي الله عنه: "لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ - يَعْنِي فِي الذَّهَبِ - حَتَّى يَكُونَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا..." (أبو داود).

2. زكاة عروض التجارة

- كل ما أُعد للبيع والشراء بقصد الربح.
- تقوَّم السلع عند تمام الحول، ويُخرج ربع العشر من قيمتها.

3. زكاة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)

- الإبل: النصاب 5، وتجب فيها شاة.
- البقر: النصاب 30، وتجب فيها تبيع (ذكر سنة).
- الغنم: النصاب 40، وتجب فيها شاة.

الدليل:
حديث أنس رضي الله عنه في زكاة الإبل (متفق عليه).

4. زكاة الزروع والثمار

- النصاب: 5 أوسق (حوالي 653 كجم).
- المقدار:
  - إذا سُقيت بمؤونة (تكلفة): نصف العشر (5%).
  - إذا سُقيت بلا مؤونة (مطراً): العشر (10%).

الدليل:
﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام: 141].
حديث ابن عمر: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ..." (البخاري).

5. زكاة الركاز والمعادن

- الركاز: كنز الجاهلية، فيه الخمس (20%).
- المعادن: فيها الزكاة إذا بلغت النصاب.

الدليل:
حديث أبي هريرة: "وَفِي الرِّكَازِ الخُمُسُ" (متفق عليه).

رابعاً: مصارف الزكاة

ذكر الله تعالى مصارف الزكاة في سورة التوبة (60):
1. الفقراء: الذين لا يجدون كفايتهم.
2. المساكين: أشد حاجة من الفقراء.
3. العاملون عليها: القائمون بجمع الزكاة.
4. المؤلفة قلوبهم: الذين يُراد استمالتهم للإسلام.
5. في الرقاب: تحرير العبيد.
6. الغارمون: المدينون العاجزون عن السداد.
7. في سبيل الله: الجهاد ونحوه.
8. ابن السبيل: المسافر المحتاج.

شروط المستحق:
- أن يكون مسلماً (عند الجمهور).
- ألا يكون من آل البيت (بني هاشم).
- ألا يكون الوالد أو الولد (لا يجوز دفعها للأصول والفروع).

خامساً: أحكام متفرقة في الزكاة

1. زكاة الفطر

- تجب على كل مسلم قادر.
- مقدارها: صاع من طعام (حوالي 2.5 كجم).
- وقتها: قبل صلاة العيد.

الدليل:
حديث ابن عمر: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ..." (متفق عليه).

2. إخراج القيمة في الزكاة

- الخلاف:
  - الجواز: رأي الحنفية وبعض المعاصرين.
  - المنع: رأي الجمهور (المالكية، الشافعية، الحنابلة).

3. زكاة الدين

- الدين على معسر: لا زكاة فيه حتى يقبضه.
- الدين على مليء: يزكيه إذا قبضه عن سنة واحدة.

الشرح التفصيلي للنقاط الخمسة من باب الزكاة في كتاب "بلوغ المرام" مع الأدلة النقلية

النقطة الأولى: وجوب الزكاة وحكمها

أولًا: وجوب الزكاة في القرآن الكريم
وردت آيات كثيرة تدل على وجوب الزكاة، منها:
1. قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43].
2. قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103].

الخاتمة

باب الزكاة من الأبواب العظيمة في الإسلام، وقد بين "بلوغ المرام" أدلته من السنة النبوية الصحيحة، مما يسهل على المسلم معرفة أحكامها. والله أعلم.


كتاب " بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

باب الجنائز في بلوغ المرام من التكفين الى الدفن

باب الجنائز من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام


باب الجنائز في بلوغ المرام  من التكفين الى الدفن


باب الجنائز من الأبواب المهمة في الفقه الإسلامي حيث يتعلق بآداب التعامل مع الميت من لحظة الاحتضار إلى الدفن وما بعده. وقد وردت فيه نصوص كثيرة من القرآن والسنة تحدد الأحكام والآداب المتعلقة به.

أولاً: أحكام الاحتضار وآدابه

1. تلقين الميت الشهادة

الدليل من السنة:
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (رواه مسلم).

المعنى:
يُستحب تذكير المحتضر بقول "لا إله إلا الله" لأنه آخر ما يُخرج به من الدنيا، وهو أصل التوحيد.

2. قراءة سورة يس عند المحتضر

الدليل من السنة:
- عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"اقْرَءُوا عَلَى مَوْتَاكُمْ يس" (رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الألباني).

المعنى:
قراءة "يس" تيسيرًا لخروج الروح وتذكيرًا للمحتضر بالآخرة.

ثانياً: غسل الميت وتكفينه

1. وجوب غسل الميت

الدليل من السنة:
- عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
"دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ..." (متفق عليه).

المعنى:
يجب غسل الميت، ويُستحب أن يكون ثلاث غسلات أو أكثر.

2. تكفين الميت

الدليل من السنة:
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما فِي صِفَةِ تَكْفِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
"كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ" (متفق عليه).

المعنى:
يُكفن الميت في ثلاثة أثواب بيضاء، ويجوز في أقل من ذلك.

ثالثاً: الصلاة على الميت

1. حكم الصلاة على الميت

الدليل من القرآن:
- قال تعالى:
"وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ" (التوبة: 103).

الدليل من السنة:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ..." (متفق عليه).

المعنى:
الصلاة على الميت فرض كفاية، ومن حضرها فله أجر عظيم.

2. صفة الصلاة على الميت

الدليل من السنة:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا (رواه البخاري).

كيفية الصلاة:
1. التكبيرة الأولى: قراءة الفاتحة.
2. التكبيرة الثانية: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3. التكبيرة الثالثة: الدعاء للميت.
4. التكبيرة الرابعة: التسليم.

رابعاً: حمل الجنازة واتباعها

1. فضل حمل الجنازة

الدليل من السنة:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّهَ يَرْجِعُ مِنَ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ..." (متفق عليه).

المعنى:
اتباع الجنازة من الأعمال الصالحة التي يُثاب عليها المسلم.

2. النهي عن الجلوس قبل وضع الجنازة

الدليل من السنة:
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ" (متفق عليه).

المعنى:
يُستحب القيام للجنازة، ولا يجلس من تبعها حتى توضع.

خامساً: الدفن وآدابه

1. سرعة دفن الميت

الدليل من السنة:
- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَا تَدَعُوا الْمَيِّتَ فِي بَيْتِهِ، وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

المعنى:
يُستحب تعجيل الدفن بعد تجهيز الميت.

2. الدعاء للميت بعد الدفن

الدليل من السنة:
- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ:
"اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

المعنى:
يُستحب الدعاء للميت بعد الدفن لأنه في مرحلة السؤال في القبر.

سادساً: أحكام التعزية والنياحة

1. مشروعية التعزية

الدليل من السنة:
- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها قَالَتْ:
"أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالتَّعْزِيَةِ" (رواه أحمد، وصححه الألباني).

المعنى:
التعزية مشروعة لتسكين قلب المصاب.

2. النهي عن النياحة ولطم الخدود

الدليل من القرآن:
- قال تعالى:
"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: 29).

الدليل من السنة:
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ" (متفق عليه).

المعنى:
يحرم النياحة والندب الشديد على الميت لأنه يدل على عدم الرضا بقضاء الله.

الخاتمة

باب الجنائز من الأبواب التي تحتوي على أحكام دقيقة تتعلق بحق الميت وحق الأحياء، وقد بينت النصوص الشرعية من القرآن والسنة كيفية التعامل مع الميت من أول لحظات الاحتضار إلى ما بعد الدفن، مع التأكيد على أهمية الصبر والاحتساب والالتزام بآداب الشريعة في كل هذه المراحل.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتاب "بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

أحكام الصيام من كتاب بلوغ المرام

باب الصيام من كتاب "بلوغ المرام" لابن حجر العسقلاني - شرح مفصل وشامل مع الأدلة من القرآن والسنة


احكام الصيام من كتاب بلوغ المرام



الصيام في اللغة: الإمساك، وفي الشرع: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى. وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرض في السنة الثانية للهجرة، وله مكانة عظيمة في الدين.

أولاً: وجوب صيام رمضان

1. الأدلة على فرضية الصيام
- من القرآن:
  - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
  - وقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

- من السنة:
  - حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قال: "بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ..." وذكر منها "صَوْمِ رَمَضَانَ" (متفق عليه).
  - حديث طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً سأل النبي ﷺ عن الإسلام، فقال: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ"، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ..." وذكر الصيام (متفق عليه).

2. حكم تارك الصيام
- من ترك الصيام جحوداً بفرضيته كفر.
- ومن تركه تكاسلاً مع الإقرار بفرضيته فهو عاصٍ ويجب عليه القضاء والتوبة.

ثانياً: شروط الصيام

1. شروط الوجوب

- الإسلام: فلا يجب على الكافر.
- البلوغ: فلا يجب على الصغير، لكن يُؤمر به إذا أطاقه.
- العقل: فلا يجب على المجنون.
- القدرة على الصيام: فلا يجب على العاجز.

2. شروط الصحة

- النية: لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" (متفق عليه).
  - وتكون من الليل لفرض رمضان، أما النفل فيجوز نهاراً إذا لم يكن قد أكل.
- الزمان المباح: فلا يصح في أيام العيدين.

ثالثاً: أركان الصيام

1. الإمساك عن المفطرات (الطعام، الشراب، الجماع) من الفجر إلى المغرب.
2. النية كما سبق.

رابعاً: مبطلات الصيام (المفطرات)

1. الأكل والشرب عمداً

- قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

2. الجماع

- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جامع أهله في رمضان، فأمره النبي ﷺ بالكفارة (متفق عليه).

3. التقيؤ عمداً

- حديث أبي هريرة: "مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ القَضَاءُ" (رواه أبو داود والترمذي).

4. الحقن المغذية

(الخلاف فيها معاصر).

5. الحيض والنفاس

- حديث عائشة رضي الله عنها: "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ" (متفق عليه).

خامساً: الأعذار المبيحة للفطر

1. المرض:
  - قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].

2. السفر:
  - حديث جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يسافر في رمضان فصام وأفطر (رواه مسلم).

3. الحمل والرضاع:
  - حديث أنس بن مالك: أن النبي ﷺ رخص للحبلى والمرضع أن تفطرا (رواه أبو داود).

4. الكبر والعجز:
  - يُفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً (لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]).

سادساً: سنن الصيام وآدابه

1. السحور:
  - حديث أنس رضي الله عنه: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً" (متفق عليه).

2. تعجيل الفطر:
  - حديث سهل بن سعد: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ" (متفق عليه).

3. الدعاء عند الفطر:
  - حديث ابن عمر: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" (رواه أبو داود).

4. اجتناب الرفث واللغو:
  - حديث أبي هريرة: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" (رواه البخاري).

سابعاً: قضاء الصيام والكفارات

1. قضاء رمضان:
  - على من أفطر لعذر (مرض، سفر، حيض).
  - حديث عائشة: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ" (متفق عليه).

2. كفارة الجماع:
  - عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً (حديث أبي هريرة المتقدم).

ثامناً: صيام التطوع

1. ستة أيام من شوال:
  - حديث أبي أيوب: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" (رواه مسلم).

2. يوم عرفة وعاشوراء:
  - حديث أبي قتادة: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" (رواه مسلم).

3. الإثنين والخميس:
  - حديث عائشة: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ" (رواه الترمذي).

الخاتمة

الصيام مدرسة روحية تربوية، وهو سر بين العبد وربه، وفيه من الحكم العظيمة ما يجعل المسلم يحرص على أدائه كاملاً، مع الالتزام بآدابه وسننه.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع في الجزء القادم...


كتاب " بلوغ المرام" - الحافظ العلامه إبن حجر العسقلاني


✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظه لموقع مدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2

قراءة المزيد

باب الصلاة في بلوغ المرام و أدلته الشرعية

شرح الباب الثاني من كتاب بلوغ المرام باب الصلاة و أنواعها بالتفصيل مع الأدلة من القرآن والسنة

باب الصلاة في بلوغ المرام: أدلته الشرعية من القرآن والسنه




الصلاة هي ركن الإسلام الثاني بعد الشهادتين، وهي عمود الدين، وقد فرضها الله على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج.

أهمية الصلاة في القرآن الكريم

- ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]
- ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]
- ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]

أهم أركان الصلاة وشروط صحتها

1. النية (الشرط الأساسي)

- النية محلها القلب، ولا يشترط التلفظ بها.
- الدليل:
   حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
   "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (متفق عليه).

2. تكبيرة الإحرام

- قول: "الله أكبر" مع رفع اليدين (حذو المنكبين أو الأذنين).
- الدليل:
   حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
   "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ" (متفق عليه).
   ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: 3].

3. القيام في الفرض (للقادر)

- الواجب على القادر أن يصلي قائمًا.
- الدليل:
   ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238].
   حديث عمران بن حصين رضي الله عنه:
   "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ" (البخاري).

4. قراءة الفاتحة (ركن في كل ركعة)

- لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
- الدليل:
   حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
   "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (متفق عليه).
   ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87] (الفاتحة).

5. الركوع والطمأنينة فيه

- قول: "سبحان ربي العظيم" (3 مرات أو أكثر).
- الدليل:
   حديث حذيفة رضي الله عنه:
   "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ" (مسلم).
   ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ [الحج: 77].

6. الرفع من الركوع وقول: "سمع الله لمن حمده"

- الإمام والمنفرد يقولون: "سمع الله لمن حمده"، والمأموم يقول: "ربنا ولك الحمد".
- الدليل:
   حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
   "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" (متفق عليه).

7. السجود والطمأنينة فيه

- قول: "سبحان ربي الأعلى" (3 مرات أو أكثر).
- الدليل:
   حديث عائشة رضي الله عنها:
   "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" (متفق عليه).
   ﴿اسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ [النجم: 62].

8. الجلوس بين السجدتين وقول: "رب اغفر لي"

- الدليل:
   حديث حذيفة رضي الله عنه:
   "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي" (أبو داود والنسائي).

9. التشهد الأخير (الصلاة الإبراهيمية)

- قول: "التحيات لله..." ثم الصلاة على النبي ﷺ.
- الدليل:
   حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
   "عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ التَّشَهُّدَ كَفَّيْ بَيْنَ كَفَّيْهِ..." (مسلم).
   ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

10. التسليم (ختام الصلاة)

- قول: "السلام عليكم ورحمة الله" (مرتين).
- الدليل:
   حديث عائشة رضي الله عنها:
   "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَا��ِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" (أبو داود والترمذي).

أنواع الصلوات في الإسلام مع الأذان (بالأدلة من القرآن والسنة)

الصلاة في الإسلام تنقسم إلى فرائض و سنن و نوافل، ولكل نوع أحكامه و فضائله. كما أن الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة، وهو من شعائر الإسلام العظيمة.

أولًا: أنواع الصلوات في الإسلام

(1) الصلوات المفروضة (الصلوات الخمس)

هي خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد فرضها الله تعالى في ليلة الإسراء والمعراج.

أوقاتها وعدد ركعاتها:
1. صلاة الفجر (ركعتان)
2. صلاة الظهر (4 ركعات)
3. صلاة العصر (4 ركعات)
4. صلاة المغرب (3 ركعات)
5. صلاة العشاء (4 ركعات)

الأدلة من القرآن والسنة:
- ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
- حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:
   "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ..." (متفق عليه).

(2) السنن الرواتب (مع الفرائض)

هي الصلوات التي تُصلى قبل أو بعد الفريضة، وقد حث النبي ﷺ عليها.

عددها وأوقاتها:
- ركعتان قبل الفجر (سنة الفجر المؤكدة).
- 4 ركعات قبل الظهر + 2 بعدها (أو 2 قبل و2 بعد).
- 2 ركعتان بعد المغرب.
- 2 ركعتان بعد العشاء.

الأدلة:
- حديث أم حبيبة رضي الله عنها:
   "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ..." (مسلم).
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
   "حَفِظْتُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا..." (البخاري).

(3) صلاة الجمعة (فرض على الرجال)

هي صلاة واحدة بدل الظهر يوم الجمعة، مع خطبتين.

الأدلة:
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 9].
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
   "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ..." (أبو داود).

(4) صلاة العيدين (الفطر والأضحى)

هي ركعتان تؤدى في صباح عيد الفطر وعيد الأضحى.

الأدلة:
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
   "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهَمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ" (أبو داود).

(5) صلاة الكسوف والخسوف

ركعتان في كل ركعة ركوعان وسجودان.

الأدلة:
- حديث عائشة رضي الله عنها:
   "خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ..." (متفق عليه).
- ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ﴾ [فصلت: 37].

(6) صلاة الاستسقاء (طلب المطر)

ركعتان يُخطب بعدهما خطبة لطلب الغيث.

الأدلة:
- حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه:
   "خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ" (متفق عليه).

(7) صلاة التراويح (في رمضان)

هي 20 ركعة تصلى بعد العشاء في رمضان.

الأدلة:
- حديث عائشة رضي الله عنها:
   "أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ..." (متفق عليه).

(8) صلاة الوتر (آخر الليل)

هي ركعة أو 3 أو أكثر (وتُختم بها صلاة الليل).

الأدلة:
- حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
   "الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ" (الترمذي).

قراءة المزيد