مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

الترغيب في فعل الحسنات - الاربعين النوويه

الترغيب في فعل الحسنات

الحديث السابع والثلاثون: حديث الترغيب في فعل الحسنات

نص الحديث:

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النبي ﷺ فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً). رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيهِمَا بِهَذِهِ الحُرُوْفِ.

خلاصة الحديث:

الحديث يوضح أن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات وبينها، فمن هم بفعل حسنة ولم يفعلها كتبها الله له حسنة كاملة، وإن عملها كتبها الله له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف أو أكثر. ومن هم بسيئة ولم يفعلها كتبها الله له حسنة كاملة، وإن عملها كتبها الله سيئة واحدة.

شرح الحديث:

قوله (فيمَا يَرويهِ عَنْ رَبِّهِ) يسمى هذا الحديث عند العلماء حديثاً قدسياً. قوله: (كَتَبَ) أي كتب وقوعها وكتب ثوابها، فهي واقعة بقضاء الله وقدره المكتوب في اللوح المحفوظ، وهي أيضاً مكتوب ثوابها كما سيبين في الحديث. أما وقوعها: ففي اللوح المحفوظ. وأما ثوابها: فبما دل عليه الشرع. قوله: (ثُمَ بَيَّنَ ذَلِك) أي فصله. قوله: (فَمَن هم بِحَسَنةٍ فَلَم يَعمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) والمهم هنا ليس مجرد حديث النفس، لأن حديث النفس لا يكتب للإنسان ولا عليه، ولكن المراد عزم على أن يفعل ولكن تكاسل ولم يفعل، فيكتبها الله حسنة كاملة. فإن قيل: كيف يثاب وهو لم يعمل؟ فالجواب: يثاب على العزم ومع النية الصادقة تكتب حسنة كاملة.

السيرة الذاتية لراوي الحديث:

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي، صحابي جليل، وهو ابن عم النبي ﷺ، كني بأبو العباس وهو أكبر ولده، لقب بالبحر والحبر لسعة علمه وحدة فهمه، وبترجمان القرآن لأنه فسر القرآن وبينه فأجاد وأحسن بيانه. ولد والنبي ﷺ وأهل بيته بالشعب من مكة، فأتي به النبي ﷺ فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بخمس. توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين، ويقال سنة تسع وستين، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة.

شرح الشيخ بن عثيمين للحديث:

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق