لا ضرر ولا ضرار - الاربعين النوويه
الحديث الثاني والثلاثون: حديث لا ضرر ولا ضرار
نص الحديث:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:
(لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)
حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسنداً.
شرح الحديث:
القاعدة الشرعية:
الحديث يعدّ قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية، حيث ينفي الضرر ابتداءً وردًا، أي لا يجوز للإنسان أن يبدأ بالضرر ولا أن يرد الضرر بضرر مماثل.
معنى (لا ضرر):
نفي الضرر هنا بمعنى النهي عنه، وهو أبلغ من النهي المباشر، حيث يفيد أن الضرر ليس من صفات المجتمع المسلم أصلاً.
معنى (ولا ضرار):
أي لا يجوز للإنسان أن يضر غيره انتقامًا أو ردًا على ضرر وقع عليه، فالشريعة تحرم الضرر بكل أشكاله.
أدلة قرآنية:
يؤيد الحديث آيات قرآنية مثل قوله تعالى: (لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا) وقوله: (أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ).
السيرة الذاتية للراوي:
أبو سعيد الخدري (ت 74 هـ):
- صحابي جليل من الأنصار
- شارك في غزوة الخندق وبيعة الرضوان
- روى 1170 حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على 43 منها
- كان من المخلصين الناصحين للخلفاء
- توفي بالمدينة المنورة
شرح الشيخ ابن عثيمين:
خلاصة الحديث:
ثلاثة مبادئ عظيمة:
1- تحريم إلحاق الضرر بالآخرين ابتداءً
2- تحريم رد الضرر بضرر مماثل
3- تأكيد أن المجتمع المسلم مجتمع تسوده الرحمة والتعاون
مع التأكيد على أن الشريعة جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد
التعليقات (0)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق