مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

التجاوز عن الخطا و النسيان - الاربعين النوويه

التجاوز عن الخطأ والنسيان

الحديث التاسع والثلاثون: حديث التجاوز عن الخطأ والنسيان

نص الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَال: (إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ). حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.

خلاصة الحديث:

الحديث يوضح أن الله تعالى تجاوز عن أمته الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، مما يدل على رحمة الله بعباده ورفعه للحرج عنهم في حالات الخطأ غير المتعمد أو النسيان أو الإكراه.

شرح الحديث:

قوله: (إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) اللام هنا للتعليل، أي تجاوز من أجلي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. والخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد. والنسيان: ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل. والاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولا يستطيع دفعه، أي: الإلزام والإجبار. وهذه الثلاثة أعذار شهد لها القرآن الكريم. أما الخطأ والنسيان فقد قال الله عزّ وجل: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا). وأما الإكراه: فقال الله عزّ وجل: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) فرفع الله عزّ وجل حكم الكفر عن المكرَه، فما دون الكفر من المعاصي من باب أولى لاشك. إذاً هذا الحديث مهما قيل في ضعفه فإنه يشهد له القرآن الكريم كلام رب العالمين.

السيرة الذاتية لراوي الحديث:

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي، صحابي جليل، وهو ابن عم النبي ﷺ، كني بأبو العباس وهو أكبر ولده، لقب بالبحر والحبر لسعة علمه وحدة فهمه، وبترجمان القرآن لأنه فسر القرآن وبينه فأجاد وأحسن بيانه. ولد والنبي ﷺ وأهل بيته بالشعب من مكة، فأتي به النبي ﷺ فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بخمس. توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين، ويقال سنة تسع وستين، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة.

شرح الشيخ بن عثيمين للحديث:

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق