مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

جوامع الخير - الاربعين النوويه

الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير

الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير

نص الحديث

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها". رواه مسلم.

شرح الحديث

قوله: "الطهور شطر الإيمان" أي نصفه، وذلك أن الإيمان - كما يقولون - تخلية وتحلية. التخلية: بالطهور، والتحلية: بفعل الطاعات. فوجه كون الطهور شطر الإيمان: أن الإيمان إما فعل وإما ترك. والتّركُ تَطَهُّرٌ، والفعل إيجاد. فقوله: "شطر الإيمان" قيل في معناه: التخلي عن الإشراك لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: "إنما المشركون نجس" فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وهذا المعنى أحسن وأعمّ.

قوله: "والحمد لله تملأ الميزان" يعني قول القائل: الحمد لله يمتلئ الميزان بها، أي الميزان الذي توزن به الأعمال كما قال الله عزّ وجل: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين".

قوله: "وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض" يعني أن تسبيح الله وحمده يملأ ما بين السماء والأرض، وهذا يدل على عظم أجر التسبيح والتحميد.

قوله: "والصلاة نور" أي صلاة الفريضة والنافلة نور، نور في القلب، ونور في الوجه، ونور في القبر، ونور في الحشر.

قوله: "والصدقة برهان" أي دليل على صدق إيمان المتصدّق. وجه ذلك: أن المال محبوب للنفوس، ولا يبذل المحبوب إلا في طلب ما هو أحب، وهذا يدلّ على إيمان المتصدق.

قوله: "والصبر ضياء" الصبر: حبس النفس عما يجب الصبر عنه وعليه، قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع: الأول: صبر عن معصية الله. الثاني: صبر على طاعة الله. الثالث: صبر على أقدار الله. والصبر فيه حرارة ومرارة، لأنه شاق على الإنسان، ولهذا جعل الصلاة نوراً، وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة والمعاناة.

قوله: "والقرآن حجة لك أو عليك" يكون القرآن حجة لك إذا نصحت له، ويكون حجة عليك إذا لم تنصح له.

قوله: "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" أي كل الناس يخرج مبكراً في الغدوة في الصباح وهذا من باب ضرب المثل. يكون بيعه لنفسه إعتاقاً إذا قام بطاعة الله، ويكون إهلاكاً لها إذا لم يقم بطاعة الله.

السيرة الذاتية لراوي الحديث

هو كعب بن عاصم أبو مالك الأشعري، قدم في السفينة مع الأشعريين على النبي وأسلم وصحب النبي وغزا معه وروى عنه. ويقول أبو موسى الأشعري: أن رسول الله عقد لأبي مالك الأشعري على خيل الطلب وأمره أن يطلب هوازن حين انهزمت. كان أصحاب النبي يسألونه وكان يجيب على كل سؤال بما يناسب صاحبه. توفي أبو مالك الأشعري في خلافة عمر بن الخطاب.

شرح الشيخ بن عثيمين للحديث

يمكن مشاهدة شرح الشيخ محمد بن عثيمين للحديث من خلال الفيديو التالي:

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق