مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

الطريق الى الجنه - الاربعين النوويه

الحديث الثاني والعشرين: الطريق إلى الجنة

حديث : الطريق إلى الجنة

نص الحديث

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي ﷺ فقال: "أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرّمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنة؟ قال: نعم". رواه مسلم.

شرح الحديث

يقول جابر رضي الله عنه: إن رجلاً سأل النبي ﷺ، وهذا الرجل لا نحتاج لمعرفة عينه، لأن المقصود القضية التي وقعت، ولا نحتاج إلى التعب في البحث عنه، اللهم إلا أن يكون تعيينه مما يختلف به الحكم فلابد من التعيين. وقوله "أرأيت" بمعنى أخبرني. "إذا صليت المكتوبات" وهن خمس صلوات في اليوم والليلة كما قال عزّ وجل: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً". "وصمت رمضان" أي الشهر المعروف. "وأحللت الحلال" أي فعلت الحلال معتقداً حله، هذا معنى قوله: "أحللت" لأن أحل الشيء لها معنيان: المعنى الأول: الاعتقاد أنه حلال. المعنى الثاني: العمل به. "وحرّمت الحرام" أي اجتنبت الحرام معتقداً تحريمه. ولكن النووي -رحمه الله- بعد أن ساق الحديث لم يقيد الحرام بكونه معتقداً تحريمه، لأن اجتناب الحرام خير وإن لم يعتقد أنه حرام، لكن إذا اعتقد أنه حرام صار تركه للحرام عبادة لأنه تركه لاعتقاده أنه حرام. "أدخل الجنة" يعني أأدخل الجنة، والجنة هي دار النعيم التي أعدها الله عزّ وجل للمتقين، فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، والجنة فيها فاكهة ونخيل ورمان وفيها لحم وماء وفيها لبن وعسل. الاسم مطابق لأسماء ما في الدنيا ولكن الحقيقة مخالفة لها غاية المخالفة قال: نعم ونعم حرف جواب لإثبات المسؤول عنه، والمعنى: نعم تدخل الجنة.

السيرة الذاتية لراوي الحديث

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله. وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي، وهي من بني سلمة أيضًا. وأبوه هو عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل الذي استشهد في غزوة أُحد. روى عنه أحاديث النبي أكثر من مائة وعشرين من الصحابة والتابعين؛ فمن روى عنه من الصحابة: أنس بن مالك، وعبد الله بن ثعلبة، ومحمود بن لبيد، وماعز التميمي، ومحمود بن عبد الرحمن التميمي وغيرهم. وممن روى عنه من التابعين: واسع بن حبان بن قرمز، ومعاذ بن رفاعة بن رافع، ويزيد بن صهيب، والحارث بن رافع، وغيرهم الكثير. كان يعلِّم غيره وينشر ما تعلمه من رسول الله، وكان أحد المفتين بعد رسول الله ﷺ، وكانت له حلقة في المسجد النبوي، يعلِّم فيها الناس ويفقههم. من أقوال جابر بن عبد الله: "ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها، ما خلا عمر وابنه عبد الله". وقال: عندما سمع بموت ابن عباس وصفق بإحدى يديه على الأخرى: "مات أعلم الناس، وأحلم الناس، ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق". تُوُفِّي جابر بن عبد الله، سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان.

شرح الشيخ بن عثيمين للحديث

يمكن مشاهدة شرح الشيخ محمد بن عثيمين للحديث من خلال الفيديو التالي:

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق