الإستقامة بالإسلام - الاربعين النوويه
حديث الاستقامة بالإسلام
نص الحديث
شرح الحديث
قوله: "قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك" أي في الشريعة. قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك يعني قولاً يكون حداً فاصلاً جامعاً مانعاً. فقال له: "قل آمنت بالله" وهذا في القلب، ثم "استقم" على طاعته، وهذا في الجوارح.
فأعطاه النبي ﷺ كلمتين: "آمنت بالله" محل الإيمان القلب، و"ثم استقم" وهذا في عمل الجوارح. وهذا حديث جامع، من أجمع الأحاديث. فقوله: "قل آمنت" يشمل قول اللسان وقول القلب. قال أهل العلم: قول القلب هو إقراره واعترافه. "آمنت بالله" أي أقررت به على حسب ما يجب علي من الإيمان بوحدانيته في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
ثم بعد الإيمان "استقم" أي سر على صراط مستقيم، فلا تخرج عن الشريعة لا يميناً ولا شمالاً. هاتان الكلمتان جمعتا الدين كله. فلننظر: الإيمان بالله يتضمن الإخلاص له في العبادة، والاستقامة تتضمن التمشي على شريعته عزّ وجل، فيكون جامعاً لشرطي العبادة وهما: الإخلاص والمتابعة.
السيرة الذاتية لراوي الحديث
هو سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي (الطائفي). له صحبة، ورواية، وكان عاملاً لعمر بن الخطاب، واستعمله عمر، وأرضاه على صدقات الطائف. روى خمسة أحاديث. كان من أكثر الناس عداءً وبغضاً للنبي محمد ﷺ حينما جاءته الدعوة الإسلامية، حتى أنّه هجاه، وهجا صحابته، علماً أنه كان شاعراً مطبوعاً. لم يتخلف عن أي معركة خاضها المشركون لقتال الرسول محمد ﷺ، ولقتال المسلمين، خاصةً بعد هجرة النبي محمد إلى يثرب. توفي بعد وفاة أخيه نوفل بأربعة أشهر، وقد صلّى عليه الخليفة عمر بن الخطاب بعد موته، ودفنوه في قبره.
شرح الشيخ بن عثيمين للحديث
الخلاصة
الحديث يوضح أن أساس الإسلام هو الإيمان بالله والاستقامة على طاعته. الإيمان بالله يتضمن الإخلاص له في العبادة، والاستقامة تعني التمسك بشريعته وعدم الانحراف عنها. هاتان الكلمتان تجمعان جوهر الدين كله، حيث أن الإيمان بالله هو أساس العقيدة، والاستقامة هي تطبيق هذه العقيدة في الحياة العملية.
التعليقات (0)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق