الخلق الحسن - الاربعين النوويه
حديث الخلق الحسن
نص الحديث
شرح الحديث
قوله: "اتق الله حيثما كنت" أي اتخذ وقاية من عذاب الله عز وجل، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه. "حيثما كنت" أي في أي مكان كنت سواء في العلانية أو في السر، وسواء في البيت أو في السوق، وسواء عندك أناس أو ليس عندك أناس.
قوله: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" أي إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة، فهذه الحسنة تمحو السيئة. واختلف العلماء - رحمهم الله - هل المراد بالحسنة التي تتبع السيئة هي التوبة، أو المراد العموم؟ الصواب: الثاني، أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن توبة، دليل هذا قوله تعالى: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات".
قوله: "وخالق الناس بخلق حسن" أي عامل الناس بخلق حسن. والخُلُق: هو الصفة الباطنة في الإنسان، والخَلْقُ: هو الصفة الظاهرة، والمعنى: عامل الناس بالأخلاق الحسنة بالقول وبالفعل. فما هو الخلق الحسن؟ قال بعضهم: الخلق الحسن: كف الأذى، وبذل الندى، والصبر على الأذى - أي على أذى الغير - والوجه الطلق. وضابط ذلك ما ذكره الله عزّ وجل في قوله: "خذ العفو" أي خذ ما عفا وسهل من الناس، ولا ترد من الناس أن يأتوك على ما تحب لأن هذا أمر مستحيل، لكن خذ ما تيسر "وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
السيرة الذاتية لراوي الحديث
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: المشهور أن اسمه جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان. كان أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد ﷺ. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام. ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي ﷺ له بذلك، فلما أن هاجر النبي ﷺ هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه. وكان يفتي في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان. كان آدمَ (أسمر اللون)، ضخما، جسيما، كث اللحية. وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم. وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر.
معاذ بن جبل رضي الله عنه: هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي. كان من الأنصار، وكان له زوجتان وولدان وبنت. أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ. بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن بعد غزوة تبوك ليعلم الناس هناك دين الله ويعلِّمهم القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم. كان من أكثر الصحابة علماً بالحلال والحرام، وقارئاً جيداً للقرآن، وكان زاهداً ورعاً متصدقاً كريماً متعبداً لله مجتهداً في العبادة.
التعليقات (0)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق