مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

الرفق بالحيوان - الاربعين النوويه

الحديث السابع عشر - الرفق بالحيوان

الحديث السابع عشر: الرفق بالحيوان

عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ) رواه مسلم.

شرح الحديث

قوله: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانُ عَلَى كُلِّ شَيء) أي في كل شيء، ولم يقل: إلى كل شيء، بل قال: على كل شيء، يعني أن الإحسان ليس خاصاً بشيء معين من الحياة بل هو في جميع الحياة. ثم ضرب أمثلة فقال: (فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ) والفرق بينهما: أن المقتول لا يحل بالقتل كما لو أراد إنسان أن يقتل كلباً مؤذياً، فنقول: أحسن القتلة. وكذا إذا أراد أن يقتل ثعباناً فنقول: أحسن القتلة، وإذا ذبح فنقول: أحسن الذبحة، وهذا فيما يؤكل، أي يحسن الذبحة بكل ما يكون فيه الإحسان، ولهذا قال: (وَليُحدّ أحدكم شَفْرَته) أي السكين، وحدُّها يعني حكها حتى تكون قوية القطع، أي يحكها بالمبرد أو بالحجر أو بغيرهما حتى تكون حادة يحصل بها الذبح بسرعة. (وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ) اللام للأمر، أي وليرح ذبيحته عند الذبح بحيث يمر السكين بقوة وسرعة.

السيرة الذاتية لراوي الحديث

شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن حديلة أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري، كان له خمسة أولاد منهم بنته خزرج، وتزوجت في الأزد وكان أكبرهم يعلى ثم محمد ثم عبد الوهاب والمنذر، سكن الشام ومات ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين في ولاية معاوية بن أبي سفيان، وقال ابن حاتم: نزل الشام وتحول إلي فلسطين ومات بها سنة ثمان وخمسون وهو ابن خمس وسبعون له صحبة روي عنه ابنه يعلى بن شداد وأبو الأشعث الصنعاني وصهرة بن حبيب. قال المفضل بن غسان الغلابي: زهاد الأنصار ثلاثة أبو الدرداء وشداد بن أوس وعمير بن سعد رضي الله عنهم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاه حمص. وقال الفرج بن فضالة عن أسد بن وداعة كان شداد بن أوس إذا أخذ مضجعة من الليل كالحبة على المقلي فيقول: اللهم إن النار قد حالت بيني وبين النوم ثم يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح. وقال سعيد بن عبد العزيز فُضل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين: بيان إذا نطق ويكظم إذا غضب.

شرح الشيخ بن عثيمين للحديث

ملخص الحديث: الحديث يؤكد على أهمية الإحسان في كل شيء، بما في ذلك التعامل مع الحيوانات. النبي ﷺ أمر بإحسان القتلة والذبح، وذلك بتحديد الشفرة وإراحة الذبيحة لتجنب تعذيبها. هذا يعكس تعاليم الإسلام في الرفق بالحيوان والحرص على عدم إيذائه.

التعليقات (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إرسال تعليق