مدونة سامح العولقي

نحن نهتم بما ينفع الناس

لماذا يمر رمضان بسرعة؟ تفسير ظاهرة تقارب الزمان ونزع البركة

كيف مر شهر رمضان بهذه السرعة؟

لماذا يمر رمضان بسرعة؟

لماذا يمر رمضان بسرعة؟ ليلة القدر.

سرعة مرور الوقت في رمضان

كيف مر شهر رمضان بهذه السرعة؟ هل حدث أن تساءلت يومًا متعجبًا من تقارب شهر رمضان العام الماضي والعام الحالي؟ سواء من جهة تقارب الوقت أو عجبت لسرعة انقضاء الشهر الفضيل سريعًا، وعجلت باستغلال أيامه المعدودات قبل فواته. وتقول: ماذا يحدث؟ فيقول أحدنا: ألم يكن رمضان كأنه قد بدأ بالأمس؟ ويقول آخر: بالفعل أصبحت الأيام تجري بنا سريعًا، وقد مر رمضان بنا سريعًا، والأيام أصبحت معدودة. ما هذا يا للعجب! أليس رمضان العام الماضي لم يمر عليه الكثير، وها هو رمضان الجديد قد أتى، وحتى لم يلبث أن مر سريعًا كالبرق، أسرع من السابق. سبحان الله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لماذا نشعر بسرعة مرور رمضان؟

اعلم أنك لست وحدك، فجميعنا نشعر بنفس الشعور! فما تفسير هذا الشعور وهذه الظاهرة العجيبة؟ وما السر في سرعة هذا الشهر الكريم المبارك؟ وهل هذا هو أسرع رمضان مر علينا؟ اعلم أنه بالفعل الأيام أصبحت تمر سريعًا، فجميعنا يعلم ولا يغفل عما قد أخبرنا به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل حتى أكثر من 1400 عام من الآن. فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن تسارع الأيام من علامات الساعة،

فقال صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة".
أي أن الساعه تكون زمنها كلحظه إشعل عود الثقاب، فتنزع البركة من الوقت والزمان والمكان. فالأيام هي الأيام، وعدة الشهور عند الله عز وجل 12 شهرًا في كتابه تعالى يوم أن خلق السماوات والأرض. واليوم هو اليوم منذ أن خلق الله عز وجل الأرض وما عليها ومن عليها، والساعات هي الساعات، والشهور هي الشهور، ورمضان هو رمضان 30 أو 29 يومًا. ولكن ما الفارق؟ وما الذي حدث؟ لقد نزعت البركة.

اللهم بارك لنا في أنفسنا وأهلينا وأولادنا وأزماننا يا رب العالمين.

أسباب نزع البركة

  • البعد عن الله عز وجل.
  • البعد عن طاعته جل جلاله.
  • الزيادة في الآثام والمعاصي والسيئات والخطيئات، نعوذ بالله من ذلك كله.

تفسير العلماء لتقارب الزمان

وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من ذهب إلى أن التقارب يمكن أن يكون معنويًا بمعنى ذهاب البركة من الوقت وقلة الانتفاع بساعاته. فإن بركة الوقت نعمة بيد الله عز وجل، ولا يصل إليها العبد إلا بفضل الله وعونه ورحمته سبحانه وتعالى. فإذا كان الحبل مع الله عز وجل متصلاً، مد الله تعالى لعبده حبل البركة والرحمة والفضل والرزق في وقته. أما من دون إعمار العلاقة مع الله جل جلاله، فلا تتحقق بركة مهما خطط لها.

وقد أخرج البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان". وعند البخاري ومسلم بلفظ: "إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح". وفي رواية أبي داود رحمه الله: "يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح". وعند البخاري: "لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان"، وفيه: "ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج".

أقوال العلماء في تقارب الزمان

  • أن تقارب الزمان بمعنى نزع البركة من كل شيء، حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب قيام الساعة، فيصير الانتفاع باليوم كالانتفاع بالساعة الواحدة من الزمان.
  • قرب يوم القيامة، وقد استدلوا لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اقترب الزمان، لم تكد رؤيا المؤمن تكذب".
  • المراد تقارب أهل ذلك الزمان في الشر والفساد والجهل، والعياذ بالله.
  • تسارع الدول إلى الفناء والانقضاء والزوال، فلا تطول مددهم لكثرة الفتن.

العشر الأواخر وليلة القدر

وبعد أيام قلائل، سنستقبل إن شاء الله عز وجل العشر الأواخر من رمضان لمن كتب الله عز وجل له عمرًا، وهي أفضل ليالي العام. ففي العشر الأواخر ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر في الطاعة والعبادة. من حرم خير ليلة القدر، فقد حرم الكثير. اللهم بلغنا ليلة القدر، واكتبنا فيها يا ربنا من أهل الخير وأهل القدر وأهل الطاعة والعبادة والقبول والحسنات والدرجات والجنات. اللهم آمين.

قال ربنا تبارك وتعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" (غافر: 60).

خاتمة المقال

ولكن الآن، لماذا أصبحنا نشعر أن رمضان خصوصًا يمر سريعًا؟ مع أن عموم الأمر أن كل عام أصبح يمر أسرع من العام الذي سبقه. هذا لأنك تتابع شهر رمضان يومًا بيوم، عكس باقي الأيام التي ربما لا تركز فيها كما تركز في هذا الشهر الفضيل. وأنك تعد أيامه وساعاته ولياليه عدا، ليس على العد الذي تحصي في أيام باقي العام. لذا، أكثر من الدعاء في هذه الأيام والليالي المباركة. وأكثر من دعاء:

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. فاللهم لا تطوي صفحة هذه الأيام الفضيلة إلا وقد سترت عوراتنا، ومحوت يا ربنا سيئاتنا، وقبلت توبتنا، وفرجت همومنا وغمومنا، واستجبت يا مولانا دعواتنا، وأصلحت أحوالنا وأولادنا وأزواجنا، وغفرت لموتانا، وهديت أحياءنا وأصلحتهم وأخلصتهم. اللهم إنا نسألك يا الله بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، وباسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت. يا كريم العطاء، يا مجيب الرجاء، يا سميع الدعاء، يا رب الأرض والسماء، يا ذا المن والإنعام والعطاء، نسألك بجلالك ونور وجهك أن تمن علينا جميعًا، واجعلنا من عبادك المخلصين، وحرم يا ربنا وجوهنا على النار، وأدخلنا جنات الفردوس. اللهم آمين يا رب العالمين. اللهم واعتق رقابنا من النار، واهدنا واجبرنا وارزقنا وعافنا واعف عنا وارفعنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وثبتنا على الإيمان والتوحيد والسنة، وطاعتك وطاعة رسولك، واختم لنا يا ربنا بالتوحيد والسنة، وابعثنا عليها، وأدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، برحمتك يا أرحم الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

✍️ بقلم: سامح محمد ناصر العولقي

كل الحقوق محفوظة لمدونة سامح العولقي بالإشتراك مع مدونة قناتك2 

التعليقات (2)

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

    ردحذف

إرسال تعليق